نحن نميل دائمًا للبحث عن أسباب الفشل في الخارج:
نلوم الظروف، المجتمع، قلة الفرص، الحظ، أو الأشخاص الذين لم يساعدونا.
ولسنوات طويلة كنت أرى نفسي ضحية لكل هذه الأمور، كنت أظن أن نجاح الآخرين “صدفة” وأن فشلي “قدر”.
كنت أنظر حولي وأقول: “لو كانت إمكاناتي مثلهم.. لكنت أفضل.”
أو “لو جاءتني الفرصة المناسبة.. لغيّرت حياتي.”
ولكن الحقيقة التي صدمتني — والتي احتجت سنوات لأفهمها — أن سبب فشلي كان أمامي طوال الوقت.. كان أنا.
نعم، كان الفشل يبدأ من داخلي قبل أن يظهر في الواقع.
كنت أنتظر أن تتغيّر الظروف دون أن أتغيّر،
وأنتظر أن تُفتح الأبواب دون أن أطرقها.
كنت أريد نتائج كبيرة دون خطوات صغيرة،
وأريد أن أبدأ من القمة دون أن أصعد السلم.
اكتشفت أن المشكلة لم تكن نقص الإمكانيات بل وفرة الأعذار
كنت بارعًا في صناعة الأعذار:
“لا يوجد وقت”
“سأبدأ لاحقًا”
“هذه ليست اللحظة المناسبة”
“أنا لست مستعدًا بعد”
والصادم أن هذه الأعذار كانت تبدو منطقية جدًا في رأسي،
حتى أدركت يومًا أن الأعذار قد تكون مريحة،
لكنها لن تقود إلا إلى وجهة واحدة:
نفس المكان.
كنت أخلط بين الرغبة والفعل
كنت أتحدث كثيرًا عن أهدافي:
أريد أن أتطور،
أن أتعلم،
أن أفتح مشروعًا،
أن أتغير…
لكنني كنت أتحدث أكثر مما أعمل.
حتى فهمت أن الرغبة لا تعني التقدم، والنية لا تعني الإنجاز، والحماس ليس بديلًا عن العمل.
سبب الفشل كان بصمت داخل عقلي
كنت أقول لنفسي: “قد أفشل”،
“قد أسخر من نفسي”،
“قد لا أنجح”،
فكان عقلي يستسلم قبل أن يبدأ.
اكتشفت أن الخوف من الفشل كان أسوأ من الفشل نفسه،
لأن الفشل يعطيك درسًا،
أما الخوف فهو يمنعك من الدرس ومن النجاح معًا.
التحول الحقيقي بدأ عندما وجهت السؤال الصحيح
بدل أن أسأل:
“لماذا لا أنجح؟”
سألت نفسي:
“ما الذي لم أفعله لأستحق النجاح؟”
هنا تغير كل شيء.
اكتشفت أن النجاح ليس له علاقة بالحظ بقدر ما له علاقة بالاستعداد،
ليس له علاقة بالفرص بقدر ما له علاقة بمن يكون جاهزًا حين تأتي الفرصة.
بدأت بخطوات صغيرة:
-
تعلمت ساعة يوميًا
-
نظمت وقتي
-
توقفت عن تبرير تأخري
-
قلت “سأفعل” بدل “سأحاول”
-
وقبل كل شيء: توقفت عن لوم الآخرين
وكانت المفاجأة
عندما تغيّرت من الداخل،
تغيّر كل شيء من حولي.
وجدت فرصًا لم أكن أراها،
اقتربت مني نجاحات كنت أظنها بعيدة،
أحسست بثقة لم أعرفها سابقًا.
لم يتحسن العالم…
أنا الذي أصبحت أفضل فأصبح التعامل مع العالم أسهل.
الخلاصة
السبب الحقيقي لفشلنا ليس دائمًا ما يحدث لنا،
بل كيف نتعامل معه،
وكيف ننظر لأنفسنا،
وإلى أي مدى نكون صادقين مع أنفسنا قبل أن نلوم الكون.
أحيانًا يكون الحل أمامك لسنوات،
لكن لا تراه لأنك تبحث بعيدًا،
بينما أول خطوة للنجاح تبدأ دائمًا من مكان واحد:
من داخلك أنت. ✨