اعتدت أن أسمع نصائح كثيرة عن تطوير الذات؛ اقرأ أكثر، استيقظ مبكرًا، تعلّم لغة جديدة، مارس الرياضة… وكلها نصائح ممتازة بلا شك. لكن نصيحة واحدة سمعتها بالصدفة كانت غريبة جدًا مقارنة بكل ما سبق. نصيحة لا تحتاج ورقة، ولا جهدًا، ولا مالًا، ولا ساعة يوميًا. مجرد دقائق فقط.

النصيحة كانت:
تحدّث مع نفسك بعبارات إيجابية لمدة سبعة أيام فقط.

ضحكت في البداية. كيف يمكن لجمل بسيطة مثل: أنا قادر — أنا كافٍ — يمكنني النجاح — أستحق حياة أفضل أن تغيّر شيئًا؟ أليس هذا كلامًا يُقال في كتب التنمية وينتهي الأمر؟

لكن الفضول انتصر، وقررت أن أجرب. ليس لأنني كنت مقتنعًا، بل لأثبت لنفسي أنها مجرد مبالغة جديدة.

اليوم الأول: السخرية

قلت الجمل بخجل، بصوت منخفض، وابتسامة ساخرة. شعرت أن الأمر غريب جدًا. عقلي كان يهمس:
“لو كان النجاح بكلمتين، لصار الجميع ناجحين.”

لم أشعر بأي فرق. وكنت على وشك التوقف.

اليوم الثاني والثالث: المفاجأة الأولى

بدأت ألاحظ أمرًا بسيطًا لكنه مهم: كنت أنتبه أكثر للطريقة التي أتحدث بها مع نفسي.
في المواقف التي كنت أقول فيها تلقائيًا: “أنا فاشل” أو “لن أقدر” كنت أستبدلها دون وعي بجملة أخف مثل: “سأحاول، ربما أنجح.”

لم أتحول إلى شخص خارق، لكنني توقفت عن جلد نفسي.

اليوم الرابع: الصدمة الأولى

اكتشفت أنني طوال سنوات لم يكن عدوي الأول المجتمع ولا المنافسين ولا الظروف…
عدوي الأكبر كان صوتًا بداخلي يردد: لن تصل — لست كافيًا.

تخيّل أن شخصًا يرافقك 24 ساعة يوميًا، ينزل من معنوياتك في كل خطوة.
هذا الشخص لم يكن أحد… كان نفسي.

اليوم الخامس والسادس: تغيُّر رد الفعل

في موقف كنت أتوتر عادة منه — مكالمة مهمة، أو مقابلة، أو عرض عمل — قلت في داخلي:
“لقد تجاوزت أصعب من هذا… يمكنك فعلها.”
والمفاجأة؟ اتسع صدري قليلًا، هدأت، وتحدثت بثقة أكبر.

لم تتغير المواقف… الذي تغير هو رد فعلي تجاهها.

اليوم السابع: الصدمة الحقيقية

في نهاية الأسبوع لاحظت شيئًا لم أتوقعه:
كنت أكثر لطفًا مع نفسي، وبالتالي أصبحت أكثر قوة وثباتًا.
توقفت عن معاقبة نفسي على كل خطأ صغير.
أصبحت أرى الإنجازات الصغيرة وأحتفل بها.
تحوّل النقد الذاتي من تدمير إلى تطوير.

فحين تقول لنفسك:
“أنت فاشل”
عقلك يستسلم.

لكن حين تقول:
“أخطأت، يمكن تحسينها”
عقلك يبدأ بالبحث عن حل.

هل غيّرت الجمل حياتي؟

نعم — ليس لأنها سحر، بل لأنها غيّرت العلاقة الأهم في الحياة:
علاقتي بنفسي.

اكتشفت أن الكلمات التي أسمعها من الآخرين قد تجرح لساعات،
لكن الكلمات التي أقولها أنا لنفسي… قد تبني أو تهدم لسنوات.

النتيجة كانت صادمة بالنسبة لي:
تغيير الحوار الداخلي كان أخطر وأقوى مما تخيلت.

إذا أردت أن تجرب — فلا تبحث عن وقت مناسب —
اختر سبع أيام فقط.
دقائق قليلة.
وجمل قصيرة.

قد تكتشف أنت أيضًا شيئًا لم تتوقعه:
أن أول من يجب أن يقف معك… هو أنت. ✨