في بداية عام 2025 كنت أشعر بأنني أدور في الحلقة نفسها كل عام: أهداف كثيرة، خطط متحمسة في أول أسبوع، ثم انطفاء تدريجي، وانشغال يومي يبتلع الوقت والطاقة. كان هناك شعور مزعج يرافقني دائمًا: أنا أعمل كثيرًا… لكنني لا أتقدم فعلاً.

في تلك الفترة اتخذت قرارًا بسيطًا ظننت في البداية أنه لن يغيّر شيئًا كبيرًا، لكن المفاجأة أنه كان أفضل قرار في حياتي خلال 2025:
قررت أن أستثمر ساعة يومي في نفسي قبل أن أستثمرها في أي شيء آخر.

ساعة واحدة فقط.
لكنها ليست للراحة ولا للهاتف ولا للحديث العابر… بل ساعة مُخصصة للتعلم والتطوير الذاتي فقط.

قررت أن تكون هذه الساعة شيئًا ثابتًا مثل الطعام والنوم. ليست رفاهية، وليست شيئًا أفعله عندما يكون لدي وقت. بل واجب يومي مثل أي التزام آخر.

والتغيير لم يحدث في اليوم الأول، ولا في الأسبوع الأول، لكن بعد مرور شهر واحد فقط بدأت نتائج لا يمكن تجاهلها. بدأت أفهم شيئًا لم أفهمه لسنوات:
النجاح لا يصنعه ما نعمله كثيرًا في يومٍ واحد، بل ما نعمله قليلاً كل يوم.

ماذا فعلت في تلك الساعة؟

لم تكن ساعة معقدة:

  • 20 دقيقة قراءة في مجال يفيدني.

  • 20 دقيقة دورة أو درس أو فيديو تعليمي.

  • 20 دقيقة تطبيق عملي: كتابة، تجربة، تفكير، تخطيط.

كنت أتعامل مع عقلي كأنه عضلة تحتاج تدريبًا.
ومثلما لا تظهر نتيجة الرياضة في أسبوع، لا يظهر أثر التعلم في يوم… ولكن الاستمرارية تفعل المعجزات.

ما الذي تغيّر؟

بعد ثلاثة أشهر:

  • أصبحت أتحدث بثقة عن مجال عملي.

  • ازدادت أفكاري، واتسعت رؤيتي، وتوسعت طموحاتي.

  • بدأت أرى فرصًا لم أكن أراها سابقًا ببساطة لأنني لم أكن مهيأً لاكتشافها.

بعد ستة أشهر:

  • تحسّن دخلي.

  • زادت مسؤولياتي لأنني أصبحت مؤهلاً لها.

  • أصبحت أقل خوفًا من التغيير وأكثر جرأة على التجربة.

وفي نهاية السنة استطعت أن أقول بثقة:
أنا في مكان مختلف تمامًا عن المكان الذي كنت فيه، ليس بسبب الصدفة… بل بسبب الساعة.

القرار لم يكن أن أتعلم فقط… بل أن أستمر

الاستمرارية هي العامل السحري الذي لم يخبرنا به أحد.
لو قضيت يومًا كاملًا في التعلم ثم انقطعت، ستعود لنقطة الصفر.
لكن إن قضيت 60 دقيقة فقط يوميًا لمدة 365 يومًا، فالمحصلة 365 ساعة تطوير للمستقبل.

ساعة واحدة لا تغيّر يومك كثيرًا… لكنها تغيّر حياتك بالكامل.

هل سينفعك لو فعلت مثلي؟

نعم، لأن الفكرة ليست مرتبطة بمجال ولا مهنة ولا عمر.
سواء كنت طالبًا — موظفًا — صاحب مشروع — أو حتى تبحث عن بداية جديدة:
أنت تستحق ساعة يوميًا تُستثمر فيك أنت، قبل أن يستثمرك الآخرون في أهدافهم.

قد يكون أفضل قرار تتخذه في 2025 هو القرار نفسه:
خصص ساعة يوميًا لنفسك — وستندهش كيف سيتغير كل شيء من حولك.

ليس غدًا.
ابدأ الليلة.
ساعة واحدة فقط… وقد تكون هي الفاصل بين من أنت الآن، ومن تستطيع أن تكون. ✨