تتجه الأنظار في الفترة الأخيرة نحو كواليس تصوير الموسم الجديد من برنامج المواهب الأشهر في المملكة “سعودي آيدول”، حيث انتشرت عبر السوشيال ميديا مجموعة من المعلومات والصور المسربة التي كشفت جانبًا لم يره الجمهور من قبل، كواليس مليئة بالمشاعر، التحديات، واللحظات العفوية التي جمعت المشاركين بلجنة التحكيم وطاقم الإنتاج في أجواء وصفت بأنها الأكثر حماسًا وتنوعًا منذ انطلاقة البرنامج.

المفاجأة الأولى التي أثارت الجدل كانت طريقة استقبال المتسابقين، والتي اختلفت هذا الموسم عن المواسم السابقة. فبحسب مصادر داخل التصوير، تم إعداد “منطقة خاصة” خلف الكاميرات، تعيش فيها المواهب لحظاتها الأخيرة قبل الوقوف أمام اللجنة، في لحظة تجمع بين التوتر والإثارة والدعم المعنوي بين المتسابقين أنفسهم، مما خلق صداقات وتحالفات، وأحيانًا منافسات لا تقل حرارة عما يحدث أمام الجمهور.

أما المفاجأة الثانية فتتعلق بالتفاعل بين لجنة التحكيم والمتسابقين، إذ شهدت الكواليس نقاشات موسعة وتقييمات خاصة خارج الإطار التلفزيوني، حيث يقدّم بعض أعضاء اللجنة نصائح وإرشادات قبل وخلال التصوير، من ناحية الأداء، السيطرة على التوتر، وتطويع الصوت لاختيار الأغنية. هذه اللحظات الإنسانية لم تُعرض على الشاشة بعد، لكنها كانت كفيلة بكسب تعاطف الجمهور بناءً على ما تسرب منها.

فريق الإخراج والإنتاج كان حاضرًا في المشهد بقوة، فالعمل تضمن تجهيزات تقنية وإضاءة وتصميم مسرح للعرض المباشر بمواصفات عالمية، ويقال إن هناك أكثر من خطة تصوير لكل متسابق تجنبًا لأي خلل، إلى جانب جلسات تصوير منفصلة “خارج المسرح” تظهر المتسابقين بطبيعتهم، ليعرف الجمهور قصتهم قبل صوتهم، وهي إضافة تنتظر المشاهدون شكلها النهائي في العرض الرسمي.

الضحك والبكاء والصراخ والمفاجآت… أربعة عناصر كانت جزءًا من يوميات التصوير. فهناك من يدخل المسرح بثقة نجم عالمي، وهناك من يفاجئ الجميع بأداء يتجاوز التوقعات، وهناك من يفقد السيطرة على عواطفه عند الحصول على موافقة اللجنة أو رفضها. وفي الكواليس، كانت ردود الفعل أكثر حدة مما يظهر على الشاشة، مشاعر حقيقية تبكي معها العائلات وتصفق معها القلوب.

كما شهد التصوير مواقف طريفة ومحرجة كان أبطالها المتسابقون وحتى بعض أفراد اللجنة، مثل نسيان الكلمات، تعطل السماعات أثناء الغناء، أو ارتباك عند سماع رأي مفاجئ أو نقد حاد. كل ذلك تحوّل إلى مادة دسمة للتوثيق، يمكن أن يشاهدها الجمهور لاحقًا ضمن المقاطع الخاصة أو الإعلانات الترويجية.

“سعودي آيدول” لم يعد مجرد برنامج مسابقات، بل أصبح منصة لصناعة جماهيرية وصوت جديد يُضاف إلى الساحة الفنية. والجمهور اليوم لا يهتم فقط بمن يفوز في النهاية، بل بالرحلة الإنسانية التي يعيشها المتسابقون خطوة بخطوة.

وبين القلق والتحضير، وبين الموهبة والحلم، يبدو أن ما يحدث خلف الكاميرا يُخبئ الكثير مما يستحق المشاهدة، وربما يكون هذا الموسم الأشد إثارة منذ انطلاقة البرنامج.

فهل ستكون الكواليس أقوى من الحلقة؟
وهل يحجز “سعودي آيدول” مكانًا جديدًا في ذاكرة الفن السعودي؟

الأيام القادمة ستكون الشاهد، والجمهور ينتظر… بشغف لا يقل عن شغف كل من يقف في تلك الغرفة خلف المسرح، ينتظر دوره ليقول للعالم: أنا الصوت القادم.