في حديث صريح ومليء بالمشاعر، فتحت الفنانة السعودية أسيل علي يعقوب قلبها للجمهور، مسترجعة محطات رحلتها من الصفر إلى عالم النجومية، رحلة لم تكن سهلة كما يظن البعض، بل كانت مليئة بالتحديات والتجارب، والإصرار على تحقيق حلم لطالما بدا بعيدًا في بداياته.
بدأت أسيل حديثها بالتأكيد على أن الطريق إلى النجاح لا يُعبّد بالفرص الجاهزة، بل بصناعة الفرصة من العدم، وهو ما فعلته منذ أول خطوة دخلت فيها عالم الفن دون دعم أو معرفة داخل الوسط. قالت إنها كانت تؤمن بأن الشغف إذا لم يتحول إلى خطة وعمل لن يصنع أي فرق. بين تجربة وأخرى، كانت تتعلم، تتعثر، وتقف من جديد، حتى بدأت ملامح حلمها تتضح.
من الأدوار الصغيرة إلى البطولة
تحدثت أسيل عن البدايات التي وصفها البعض بـ “الهامشية”، لكنها تراها اليوم أساسًا مهمًا لصقل شخصيتها الفنية. كانت تتعامل مع كل مشهد مهما كان صغيرًا على أنه فرصة، “إذا لم يرني الجميع، هناك شخص واحد قد يلاحظ”—هكذا قالت. ومع الوقت بدأت فرصها تتسع وأدوارها تكبر، لتنتقل من ظهور محدود إلى حضور مؤثر في أعمال درامية لاقت صدى واسعًا.
التحديات الاجتماعية والنفسية
لم تخفِ أسيل أن التحدي الأكبر لم يكن التمثيل نفسه، بل نظرة المجتمع أحيانًا لطبيعة العمل الفني، وتوقعات الناس، والانتقادات التي يمكن أن تكون جارحة، خصوصًا في بداية الطريق. لكنها تعلمت أن النجاح يحتاج جلدًا وهدوءًا، وأن الفنان لا يجب أن يكون أسيرًا لتوقعات الآخرين. أكدت أن الدعم العائلي كان نقطة تحول مهمة في استمرارها وثقتها بنفسها.
التحضير للعمل لا يقل أهمية عن الموهبة
أوضحت أسيل أنها تعتبر التمثيل مهنة تحتاج إلى تدريب ومعرفة، وليس مجرد موهبة فطرية. فهي تحرص دائمًا على قراءة الشخصيات بعمق، وفهم خلفيتها، وطريقة تفكيرها ونبرة صوتها ولغة جسدها، مؤكدة أن التفاصيل الصغيرة هي ما يجعل الشخصية حقيقية على الشاشة.
رسالة للجيل الجديد
وجهت أسيل رسالة للجيل الصاعد قائلة:
“لا تنتظر الضوء ليسلط عليك، اصنع ضوءك. لا تقارن بدايتك بمنتصف طريق الآخرين. والنجاح ليس صعودًا بلا توقف، بل رحلة مليئة بالدروس.”
وأضافت أن الفشل ليس نهاية، بل بداية جديدة أكثر وضوحًا لمن يعرف كيف يستفيد منه.
اليوم… وفِي لحظة تأمل
ترى أسيل نفسها واحدة من الفنانات اللواتي لا يزال أمامهن الكثير ليقدمنه. تؤمن أن النجومية ليست محطة نهائية، بل رحلة مستمرة تتطلب تطويرًا دائمًا، وأن الجمهور هو الممتحن الحقيقي لكل أداء.
ختامًا، شكّلت صراحة أسيل علي يعقوب صدى لدى المتابعين، لأنها لم تتحدث عن النجومية كقصة بريق فقط، بل سردتها كحكاية جهد وصبر وشجاعة. وما بين الماضي الذي صنع شخصيتها، والحاضر الذي يثبت موهبتها، يبدو أن مستقبلها يحمل فصولًا جديدة ستكتبها بإصرار وصدق… كما بدأت من الصفر، لكن هذه المرة من منصة أعلى وإيمان أكبر.