أثار نجم الكرة السعودية سالم الدوسري موجة واسعة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تصريح جديد أدلى به خلال مقابلة إعلامية، اعتبره الجمهور “جريئًا وغير متوقع”، وفتح باب النقاش بين مؤيد ومعارض. التصريح الذي جاء في سياق الحديث عن مسيرته والتحديات التي واجهته، حمل رسائل واضحة تتعلق بمستقبله وطموحه والتغيرات في كرة القدم السعودية خلال السنوات الأخيرة.

وخلال المقابلة، تحدث الدوسري بثقة وعفوية عن إيمانه بأن زمن اللاعب التقليدي انتهى، وأن المرحلة القادمة تتطلب فكرًا احترافيًا، وتطويرًا ذهنيًا ومهاريًا يواكب حجم التغيير والاهتمام بالرياضة في المملكة. وأضاف أن اللاعب اليوم ليس مجرد حضور في الملعب، بل علامة رياضية لها جمهور وإعلام وسمعة ومسؤولية. هذه الكلمات كانت كفيلة بإشعال منصة “إكس” بالتعليقات، ما بين من أثنى على نضجه الفني والفكري، ومن رأى أن التصريح يحمل رسائل مبطنة.

الجمهور اعتبر أن تصريحات الدوسري خرجت من لاعب خاض تجارب مختلفة، بدءًا من الدوري السعودي، مرورًا بالمشاركة في كأس العالم، ووصولًا إلى الاحتراف الخارجي. وبالتالي، فإن رؤيته لقيم الاحتراف جاءت من تجربة حقيقية وليست تنظيرًا إعلاميًا. أما آخرون فاعتبروا أن تصريحه قد يكون تمهيدًا لخطوة جديدة في مسيرته سواء بالبقاء أو الانتقال، خاصة مع الحديث المتكرر عن انتقالات اللاعبين خلال الفترة المقبلة.

لم يكتفِ الدوسري بالحديث عن اللاعب فقط، بل تطرق إلى الجمهور والإعلام الرياضي، مشيرًا إلى أن سقف الطموحات تغيّر، وأن ما كان يُعد إنجازًا قبل سنوات أصبح خطوة عادية اليوم، وأن الجيل الجديد من اللاعبين يحتاج إلى عقلية مختلفة تعي معنى المنافسة الدولية والمشاركة العالمية. هذه الجملة تحديدًا كانت محور الجدل الأبرز، حيث رأى البعض أنها واقعية وصريحة، بينما اعتبر آخرون أنها تحمل نقدًا ضمنيًا للجيل السابق.

ما جعل التصريح أكثر إثارة هو توقيته؛ فالساحة الرياضية السعودية تشهد تحولًا كبيرًا، مع استقطاب لاعبين عالميين، وارتفاع مستوى المنافسة، وتعدد البطولات والفعاليات الرياضية الكبرى. وفي هذا السياق، فُهم كلام الدوسري على أنه انعكاس لصوت اللاعبين المحليين الذين يشعرون بتحديات جديدة لفرض حضورهم وسط هذا الزخم.

تفاعل اللاعبين السابقين والإعلاميين مع التصريح لم يتأخر، حيث أشاد البعض بجرأة حديثه وبأنه يمثّل عقلية اللاعب المحترف الذي يفكر خارج حدود المباراة. بينما رأى آخرون أن تصريحاته يجب أن تُترجم من خلال الأداء داخل الملعب، خاصة أن الجمهور أصبح أكثر وعيًا ولا يكتفي بالكلام الإعلامي.

سالم الدوسري ليس مجرد لاعب موهوب في نظر جماهيره، بل يعتبره البعض نموذجًا للجيل الذي عرف كيف يصنع فرصته ويثبت نفسه. فقد استطاع أن يكتب اسمه في لحظات تاريخية لا تُنسى، وقدم مسيرة تعد واحدة من الأكثر تأثيرًا في كرة القدم السعودية.

في النهاية، يبقى تصريح الدوسري رسالة تحمل أكثر من معنى: رسالة للاعبين الشباب، رسالة للجمهور، وربما تلميح لمستقبل ينتظر الإعلان عنه في الوقت المناسب. وبين التأييد والانتقاد، يبقى المؤكد أن ما قاله نجح في تحقيق شيء واحد… جعل الجميع يتحدث عنه.