تزخر الساحة الفنية السعودية بالعديد من المواهب التي وصلت إلى القمة بعد رحلة طويلة وشاقة. ومؤخرًا، أثار النجم السعودي المحبوب، ماجد العيسى (هذا مثال لاسم نجم سعودي)، ضجة واسعة خلال مقابلة تلفزيونية كشف فيها لأول مرة عن سرّ بداياته الصعبة، مسلطًا الضوء على التحديات التي واجهها قبل أن يصبح الاسم اللامع الذي نعرفه اليوم.

الحلم يواجه الواقع: التحدي الأكبر

على الرغم من النجاح الساحق الذي يحظى به النجم حاليًا في الغناء والتمثيل، إلا أنه أكد أن الطريق لم يكن مفروشًا بالورود. أوضح ماجد أن التحدي الأكبر لم يكن فقط في صقل موهبته، بل في إثبات جدارة الفن كمهنة في بداياته.

“عندما قررت أن أسلك طريق الفن، لم يكن الأمر مجرد هواية، بل كان حلمًا، ولكنه قوبل بالكثير من التشكيك. كانت النظرة المجتمعية للفنان مختلفة، وكان علي أن أقاتل لإقناع حتى أقرب الناس لي بأن هذا هو مساري الصحيح.”

رفض متكرر وموارد محدودة

كشف النجم بتفاصيل مؤثرة عن الصعوبات المادية والمهنية التي واجهها. ففي السنوات الأولى، كانت الفرص نادرة، والميزانيات لإنتاج الأعمال متواضعة للغاية.

  • الرفض المستمر: أشار إلى أنه قدّم عروضًا لأكثر من عشرين جهة إنتاجية مختلفة، وكان الرد غالبًا هو الرفض أو التجاهل. وصف هذه المرحلة بأنها كانت اختبارًا حقيقيًا لصبره وإيمانه بموهبته.

  • تعدد الأدوار: اضطر ماجد إلى العمل ككاتب، وملحن، ومنتج، ومؤدٍ في الوقت ذاته، بسبب عدم توفر الموارد المالية الكافية لتوظيف فريق. قال: “كنت أعمل بدوامين، صباحًا في وظيفة عادية لتغطية المصاريف، ومساءً للعمل على موسيقاي. لم أكن أنام سوى أربع ساعات في اليوم لسنوات.”

  • عدم وجود منصة: قبل انتشار منصات التواصل الاجتماعي واليوتيوب، كان الوصول إلى الجمهور يتطلب دعمًا من القنوات التلفزيونية الكبيرة، وهو ما كان شبه مستحيل لنجم صاعد لا يملك واسطة.

نقطة التحول: الإصرار والتميز

تحدث النجم عن اللحظة التي شعر فيها بأن جهده بدأ يؤتي ثماره. لم تكن هذه اللحظة مرتبطة بدعم خارجي، بل بـعمل فني قام بإنتاجه بالكامل بنفسه بميزانية بسيطة جدًا.

قال ماجد: “أدركت أنني إذا لم أجد بابًا يُفتح لي، سأصنع بابي الخاص. قمت بتسجيل أغنية بسيطة في استوديو منزلي، وكان فيها بصمتي الخاصة والمختلفة عن السائد. فجأة، بدأت الأغنية تنتشر عبر الرسائل النصية ومواقع المنتديات، وكان الجمهور هو من قرر أن يمنحني الفرصة.”

هذا النجاح الذاتي أثبت له وللآخرين أن الموهبة الحقيقية لا يمكن إيقافها بالقيود المالية أو المهنية.

رسالة إلى الفنانين الشباب

ختم النجم حديثه برسالة قوية للفنانين الشباب الذين يواجهون صعوبات مماثلة. أكد أن الإصرار والصدق الفني هما مفتاح العبور من مرحلة البدايات الصعبة.

“لا تدعوا الرفض يهزمكم. الرفض ليس نهاية الطريق، بل هو الوقود الذي يدفعك لتعمل بجهد أكبر وتجد طريقة مختلفة. إذا كنت تؤمن حقًا بموهبتك، فستجد الجمهور الذي يؤمن بها أيضًا.”

قصة النجم ماجد العيسى هي تذكير ملهم بأن الإنجازات الكبيرة غالبًا ما تُبنى على أسس من التحديات والمعاناة التي تُصقل الفنان وتجعله أكثر تألقًا عندما يصل إلى القمة.