عندما نفكر في الأذى الذي قد نلحقه بأنفسنا، نتذكر دائمًا الأفعال الكبيرة: قرارات خاطئة، علاقات سامة، خسارة مالية، انفعال غير محسوب.
لكن أخطر أنواع الأذى ليس ذلك الذي نراه بوضوح،
بل ذلك الذي ندمنه بصمت دون أن نشعر أنه يدمرنا من الداخل.

أخطر ما قد تفعله لنفسك دون أن تدري هو:
أن تقلل من قيمتها باستمرار.

أن تخاطب نفسك بكلمات لا تجرؤ أن تقولها لأقرب الناس إليك،
أن تخجل من أحلامك،
أن تعتذر عن وجودك،
أن تخفي قدراتك خوفًا من رأي الآخرين،
أن تتعامل مع نفسك كأنها عبء، لا كأنها مصدر قوة.


كيف نمارس هذا الأذى دون أن ننتبه؟

  • عندما نقول: “أنا لست كافيًا.”

  • “الآخرون أفضل.”

  • “لن أستطيع.”

  • “هذا مستحيل بالنسبة لي.”

هي ليست مجرد كلمات،
إنها رسائل متكررة يصدقها العقل،
ثم يبني عليها واقعًا،
ثم نعيش داخل حدود صنعناها بأيدينا.

العقل، مثل الأطفال، يصدق ما يسمعه كثيرًا.
فإن سمع أنك ضعيف… سيبحث فقط عن الأدلة على ضعفك،
وإن سمع أنك قادر… سيبحث عن الفرص التي تثبت ذلك.


أخطر ما تفعله لنفسك هو أن ترى نفسك بعيون الآخرين

عندما تجعل صورتك الذاتية رهنًا برأي الناس،
أنت تمنحهم سلطة لا يستحقونها على حياتك.
الناس يتغير رأيهم،
يتأثرون بما يمرون به،
يحكمون حسب زوايا ضيقة.
فكيف تبني قيمة نفسك على رؤية متقلبة؟

الأسوأ من ذلك أن بعض الآراء ليست عنك أصلًا،
بل عن مخاوفهم، تجاربهم، أو عقدهم.
ومع ذلك نحتفظ بكلمات جارحة داخلنا سنوات،
وننسى مئات اللحظات التي أثبتت العكس.


الأذى الصامت يحرمك من المحاولة

أخطر تأثير لهذا النمط من التفكير
أنك تستسلم قبل أن تبدأ.

  • لا تتقدم لفرصة لأنك تعتقد أنك لا تستحقها.

  • لا تقترب من شخص لأنك تظن أنه أفضل منك.

  • لا تبدأ مشروعًا لأنك تقنع نفسك أنه لن ينجح.

والمفارقة؟
أنت لا تعرف النتيجة أصلًا،
أنت فقط حكمت على نفسك مسبقًا.


كيف تحمي نفسك من هذا الأذى؟

لا تحتاج جهدًا خارقًا،
بل وعيًا صادقًا:

  1. انتبه لكلامك مع نفسك
    اجعل حديثك الداخلي داعمًا لا محبطًا.

  2. افصل بين الخطأ والقيمة
    أن تخطئ لا يعني أنك سيئ، بل أنك تتعلم.

  3. كافئ تقدمك ولو كان بسيطًا
    التراكم الصغير يصنع الفرق.

  4. لا تقارن نفسك إلا بنسختك السابقة
    كل إنسان له توقيته ومساره.


الخلاصة

أخطر ما قد تفعله لنفسك هو أن تقف ضدها بدل أن تقف معها.
أن تكون أنت من يقلل منها بدل أن يحميها.
أن تسمح لصوت داخلي ضعيف أن يصمت صوت قدراتك الكبيرة.

الحياة فيها ما يكفي من العقبات والمخاوف والضغوط،
فلا تضف إليها خصمًا جديدًا… يكون هو أنت.

كن أول من يدعم نفسك،
وأول من يقدرها،
وأول من يؤمن بها.

لأنك إن لم تفعل — لن يفعل أحد مكانك. ✨