نصيحة من شخص تعلّم بالطريقة الصعبة

هناك نصائح تسمعها بعقلك… وهناك نصائح لا تفهمها إلا بعد أن يخسرك الطريق شيئًا، ويكون الثمن جزءًا من وقتك، راحتك، أو قلبك.
وأنا — مثل كثيرين — تعلمت بعض الأمور متأخرًا، بالطريقة الصعبة.
وهذه نصيحة لو سمعتها حقًا، ووضعتها أمامك، وفهمتها بعمق، قد تختصر عليك سنوات:

لا تمنح نفسك كلها لشيء لا يمنحك شيئًا بالمقابل.

قد يكون هذا الشيء عملًا، علاقة، صداقة، مشروعًا، أو حتى فكرة تستهلك أعصابك ولا تعطيك إلا القلق والتوتر والانتظار الطويل.

العطاء جميل… لكن العطاء غير المتوازن مؤلم

تعلمت بالطريقة الصعبة أن:

• التضحية بلا تقدير تتحول مع الوقت إلى وجع.

• الصبر بلا نتائج يتحول إلى استنزاف.

• الاهتمام بلا مقابل يتحول إلى جرح.

نعم، الحياة تحتاج صبرًا…
لكن ليس صبرًا يُفقدك نفسك.

ونعم، العلاقات تحتاج تضحية…
لكن ليست تلك التي تضحّي فيها أنت وحدك.

كنت أظن أن الاستمرار دائمًا هو الحل

لكن الحقيقة أن:

• الاستمرار في الطريق الخاطئ لا يقربك من الهدف.

• الاستمرار مع أشخاص لا يفهمونك لن يجعلهم يفعلون.

• والاستمرار في دور لا يناسبك لن يمنحك القيمة التي تريدها.

أحيانًا يكون الانسحاب ذكاء…
وأحيانًا يكون التوقف شجاعة.

لا تنتظر أن يعكس الآخرون قيمتك… أنت من يحددها

خطأ كبير أن تنتظر من الآخرين أن يمنحوك قيمة نفسك.
القبول يبدأ من داخلك،
والاحترام يبدأ عندما تضع حدودك،
والتقدير يبدأ عندما تقول:
“أنا أستحق أفضل.”

تعلمت بالطريقة الصعبة أن الناس يتعاملون معك بالطريقة التي تسمح بها أنت.
إن سمحت ألا تُقدَّر… لن تُقدَّر.
وإن سمحت أن تكون آخر الخيارات… لن تصبح أولها.

مهما كانت الوعود جميلة… الأفعال هي الميزان

كم مرة صدقنا كلمات رائعة لكنها لم تتحول يومًا إلى واقع؟
الكلمات لا تبني مستقبلًا،
النويا الحسنة وحدها لا تصنع علاقة،
والوعود بدون فعل لا تختلف كثيرًا عن الأحلام.

راقب الفعل…
لأنه الحقيقة التي تختصر الوقت والخيال والتوقعات.

ليس كل شيء يستحق أن تخسره لأجله

هناك أشياء عندما تخسرها، تخسر جزءًا منك.
فلا تخسر:

• احترامك لذاتك

• وقتك الذي لا يعود

• طاقتك النفسية

• قيمتك الداخلية

من أجل شيء لا يعود بشيء.

الخلاصة

هذه نصيحتي بعد أن دفعت الثمن:
امنح نفسك لمن يقدرها، ووقتك لما ينفعك، وقلبك لمن يصونه، وجهدك لما يستحق.

لا تكن متطرفًا في العطاء،
ولا بخيلًا في المودة،
بل كن حكيمًا في اختيار أين تضع قلبك وعقلك ووقتك وعُمرك.

لقد تعلمت بالطريقة الصعبة أن الحياة لا تساوي إذا عشتها من أجل الآخرين فقط،
وأن أجمل مراحلها تبدأ عندما تتصالح مع نفسك،
وتعرف قيمتها،
وتضع حدودًا واضحة،
وتقول بثقة:
“أنا أستحق أفضل… ولن أقبل بأقل.” ✨