لو استطعت العودة بالزمن خمس سنوات إلى الوراء، أو عشر، أو حتى سنة واحدة فقط، لعدت وقابلت نفسي السابقة وهمست لها بنصيحة واحدة:
“توقّف عن الانتظار… وابدأ بما لديك.”
خلال سنوات كنت أظن أن النجاح يحتاج إلى توقيت مثالي، ظروف مساعدة، دعم كامل، أدوات أقوى، مال أكثر، أو فكرة خارقة لم تخطر على بال أحد.
كنت أعتقد أن أول خطوة يجب أن تكون خطوة كبيرة، واضحة، وإلا فلا داعي للبدء.
لكن الحقيقة التي دفعت ثمنها وقتًا وقلقًا وتأجيلًا، هي أن الفرص لا تأتي مكتملة، والظروف لا تتفق دائمًا، وأن انتظار الوقت المناسب هو أسرع طريقة لضياع الوقت نفسه.
كم مرة قلت:
-
سأبدأ عندما يكون عندي المال.
-
عندما أتعلم أكثر.
-
عندما أمتلك الثقة.
-
عندما ينتهي الانشغال.
-
عندما تتحسن الظروف.
ثم اكتشفت أن “عندما” هذه لا تنتهي… وأن العمر لا ينتظر.
الوقت لا يُهدر مرة واحدة… بل يُسرق دقيقة دقيقة
السنوات لا تضيع دفعة واحدة، بل تضيع حين نؤجل خطوة بسيطة كل يوم،
حين نعيش بردود الفعل بدل المبادرة،
حين نترك الخوف يقنعنا أن عدم الحركة أكثر أمانًا من المحاولة.
لو سمعت هذه النصيحة قبل سنوات، لعرفت أن:
-
المال يأتي بعد الاحتراف، لا قبله.
-
الثقة تأتي بعد التجربة، لا قبلها.
-
المهارات تُصنع بالممارسة، لا بالانتظار.
-
التوقيت المناسب يُخلق، لا يُعثر عليه.
الخطوة الصغيرة اليوم أقوى من الخطة الكبيرة غدًا
أكبر إنجازات اليوم بدأت بفكرة بسيطة بالأمس:
صفحة واحدة كُتبت.
مكالمة جريئة أُجريت.
سؤال طُرح.
فيديو واحد صُوّر.
درس واحد تم فهمه.
لم يبدأ أحد بالبداية التي يتخيلها — الجميع بدأ بداية متواضعة، مرتبكة، مليئة بالأخطاء.
لكن الفرق بين الناجح وغيره ليس حجم البداية… بل الاستمرار بعدها.
الخوف طبيعي… لكن الجمود اختياري
كل خطوة جديدة ستشعر معها بالخوف، وهذا طبيعي.
لكن السماح للخوف أن يوقفك ليس طبيعيًا.
الخوف يخبرك أن هناك شيئًا يستحق، ليس شيئًا يجب الهرب منه.
تعلمت متأخرًا أن:
-
الفشل درس، وليس وصمة.
-
المحاولة أفضل من الندم.
-
20% جهد يومي أفضل من 100% لم نبدأ بها أبدًا.
-
وأن ما نخسره بسبب التردد أكبر بكثير مما نخسره بالخطأ.
لو رجع الزمن… ماذا كنت سأفعل؟
كنت سأبدأ بما أعرف، بما أملك، بما أقدر عليه الآن.
كنت سأتعلم على الطريق بدل أن أحاول معرفة الطريق قبل أن أخطو.
كنت سأكفّ عن انتظار أن أشعر بالجاهزية — لأن الجاهزية ليست شعورًا، بل نتيجة.
الخلاصة
النصيحة التي تمنيت لو سمعتها قبل خمس سنوات هي:
افعل شيئًا الآن — صغيرًا، غير كامل — ولكن افعله.
لأن الحلم الذي لا تبدأ فيه اليوم
سيصبح بعد سنوات قصة تقول فيها:
“لو فقط بدأت حين فكرت لأول مرة.”
الوقت المناسب ليس غدًا ولا الأسبوع القادم.
الوقت المناسب هو الآن… بما لديك… من حيث تقف. ✨