إذا نظرت إلى عادات الأشخاص الأذكياء الذين يحققون نتائج مدهشة في حياتهم ستكتشف تنوعًا كبيرًا:
من يستيقظ قبل الفجر، من يمارس الرياضة، من يقرأ، من يكتب، ومن يتأمل.
لكن هناك عادة واحدة مشتركة تقريبًا بينهم جميعًا — مهما اختلفت بلادهم ومهنهم وتفاصيل حياتهم.

إنهم يبدأون صباحهم بالتفكير قبل الانشغال.

الأذكياء لا يقفزون مباشرة إلى الهاتف ليعرفوا ماذا يريد العالم منهم.
بل يسألون أولًا:
ماذا أريد أنا من هذا اليوم؟

التفكير ليس رفاهية… إنه توجيه

كما تحتاج السيارة إلى مقود قبل أن تنطلق، يحتاج اليوم إلى اتجاه قبل أن يبدأ.
كثيرون يعيشون الصباح كسباق مع الوقت،
يركضون، يتوترون، يفتحون التطبيقات، يردون على الرسائل،
ثم ينتهي اليوم دون إنجاز حقيقي.

لكن الأذكياء يعرفون أن الدقيقة الأولى أهم من الساعة الأخيرة.

لذلك يمنحون أنفسهم لحظات صامتة للتفكير:

  • ما أهم شيء يجب أن أفعله اليوم؟

  • ما الذي يجب أن أتجنبه؟

  • من يجب أن أتواصل معه؟

  • ما الفكرة التي يجب أن أركز عليها؟

  • ما الأولوية التي لو أنجزتها فقط سأعتبر اليوم ناجحًا؟

لماذا يفعلون ذلك؟

لأن العقل مثل الماء،
إذا وضعته في إناء صغير أصبح صغيرًا،
وإذا وضعته في مجرى واسع تدفق بقوة.

تفكير الصباح يوسع المجرى.
يحول الفوضى إلى خطة.
ويحوّل “كثرة المهام” إلى “ترتيب المهام”.

ما الذي يحدث إن لم تفكر صباحًا؟

سيحدث شيء بسيط لكن خطير:
ستصبح جزءًا من خطط الآخرين.
إعلانات تطلب انتباهك، رسائل تنتظر ردك، مشاكل تفرض حضورها،
فتصبح حياتك سلسلة ردود أفعال بدلاً من سلسلة قرارات.

الأذكياء يعرفون أن:

  • من لا يضع هدفًا سيعمل على أهداف الآخرين.

  • من لا يحدد أولوياته سيخدم أولويات الآخرين.

  • من لا يبدأ يومه بقرار ينهيه بندم.

كيف يفكر الأذكياء؟

ليسوا فلاسفة في الصباح ولا يقضون ساعة في التأمل.
أحيانًا دقيقتين فقط.
لكنها دقيقتان بوعي كامل.

عادة بسيطة مثل:
أن تجلس في صمت،
تشرب قهوتك بدون شاشة،
تكتب أسطرًا قليلة،
تسأل نفسك سؤالًا صغيرًا:
“ما الذي لو فعلته اليوم سيجعل يومي أفضل؟”

الفعل الذي يميّزهم

الأذكياء لا يكتفون بالتفكير…
بل يحددون شيئًا واحدًا ليكون “مهمة اليوم”،
فإن أنجزوه شعروا بالرضا ولو لم ينجزوا غيره.
وإن لم يحددوه، قد يعملون كثيرًا لكنهم لا يتقدمون فعليًا.

نتيجة هذه العادة؟

  • توازن أكبر

  • وضوح في القرارات

  • إنجاز أعمق

  • رضا أكبر

  • وإحساس بالتحكم بدل التشتت

الأذكياء لا يبدأون يومهم بما يحدث حولهم بل بما يحدث داخلهم.

الخلاصة

الشيء الذي يفعله الأذكياء كل صباح دون استثناء ليس شيئًا مدهشًا ولا صعبًا.
إنهم فقط يفكرون قبل أن يتحركوا،
يقررون بدل أن يُقرّر لهم،
يضعون اتجاهًا بدل أن يتركوا اليوم يقودهم عشوائيًا.

ابدأ صباحك بفكرة،
وأعط عقلك دقيقة…
قد تغيّر ما تفعله في اليوم،
وقد تغيّر ما تصبح عليه في الحياة. ✨