شرح قصيدة إذا جاريت في خلق دنيئا
شرح قصيدة إذا جاريت في خلق دنيئا
نبذة عن ابو تمام
هو أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية) ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها.
كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع.
في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.
وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.
شرح القصيدة
نظم الشاعر ابو تمام هذه القصيدة بعد ان فتح الخليفة العباسي عمورية عاصمة مللك الروم بارمينية
على اثر استنجاد مرأة عربية مسلمة مستغيثة : وا اسلاماه وا معتصماه عندما اعتدى عليها احد الجنود الروم , فاوصل جريح الصرخة والاستغاثةالى المعتصم .. فهب واقفا ولم يجلس حتى جهز الجيش فقاده بنفسه , وحاول الروم ثنيه عن عزمة باقوال السحرة والمشعودين بان عمورية لاتفتح الا في موسم التين والعنب ربحا للوقت , الا انه مضى لتأديبهم , وقد حضر الشاعر المعركة فوصف مراحلها وكدب ادعاءات السحرة وبين الهدف من الحملة وصور الانتصار العظيم الدي ارتاحت له نفس المعتصم ونفوس المسلمين , وهي من القصائد الملحمية الرائعة .... التي تخلد النخوة والشهامة والقوة والارادة والعزيمة ..... فكان الحصاد انتصارا باهرا كسر انف الروم .....
شرح الابيات
إذا جاريت في خلق دنيئا ..... فأنت ومن تجاريه سواء
إذا سايرت أنسانا في خلق سيء فان صفة هذا الخلق تنطبق عليك الغاية من هذا البيت انتقاء الأصدقاء فالإنسان بقرينه وإنكار المنكر على الصديق وعدم مجاراته فيه
وما من شدة إلا سيأتي ...... لها من بعد شدتها رخاء
يقول الشاعر في هذا البيت إن الفرج يأتي دائما بعد الكروبات والضيق ويبين انه لا يجتمع ضيقان أو همان إلا كان الفرج وسطهما وهذا مأخوذ من قوله تعالى >فان مع العسر يسرى (إنا مع العسر يسرى
لقد جربت هذا الدهر حتى ....أفادتني التجارب والعناء
يقول الشاعر انه عانا من الحياة ومن تجاربها الكثير فهو يقول انه جرب هذه الحياة بما فيها حتى إن هذه التجارب أعطته خبره في الحياة
يعيش المرء ما استحياء بخير ...ويبقى العود مبقى اللحاء
يدعو الشاعر إلى الحياء الذي هوه شعبة من الإيمان ويقول إن حياة الإنسان لا تعد عيشه بدون أن يتصف بهذه الصفة ويشبه الحياء بالنسبة للإنسان بالعود الذي يكسوه الغطاء أو الحاء عليه
فلا والله مافي العيش خير ...ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
يقسم الشاعر بلفظ الجلالة نافيا الخير عن الحياة إن لم يكن الناس متصفين فيها بالحياء
إذا لم تخش عاقبة الليالي ,.... ولم تستحي فاصنع ما تشاء
إنا الإنسان الذي لا يخاف من عواقب أعماله ولا يستحي من الأفعال السيئة فليفعل ما يشاء واستخدم الشاعر صيغه الأمر في قوله فاصنع ما تشاء
تأكيدا على سوء من يتصف بعدم الحياء