شرح درس احاديث نبوية شريفة للصف الثامن
شرح درس احاديث نبويه شريفه للصف الثامن
الحديث الأول
شرح حديث (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير)
قالَ رَسُولُ اللهِ: (عَجَبًا لأَمْرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ ليسَ ذلكَ لأَحَدٍ إلا للمُؤْمنِ إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ) رواهُ مُسْلِمٌ .
المعنى أنَّ المؤمنَ الكاملَ في الحالَينِ عَلَى خَيرٍ هُوَ عِنْدَ اللهِ
إِنْ أصَابتهُ نِعْمَةٌ بَسْطٌ ورَخَاءٌ في الرِّزْقِ وغيرِ ذلكَ يَشْكُرُ اللهَ
وإنْ أصَابَتهُ ضَرَّاءٌ أيْ بليةٌ ومُصِيبةٌ يصْبرُ ولا يتسَخَّطُ عَلى ربِّه
بلْ يَرْضَى بقَضَاءِ ربِّهِ فيكونُ لهُ أجْرٌ بهذِهِ المصيبةِ
ومَعْنَى الشكْرِ هو أنْ يَصْرِفَ الإِنسَانُ النعَمَ التي أعْطَاهُ اللهُ فيمَا يُحبُّ اللهُ ليسَ فيمَا حَرَّمَ اللهُ
وليسَ الشكرُ أنْ يفرحَ الإنسانُ بالنعَمِ التي يَنَالُها ويقولَ إذا فَرِحَ الحمْدُ للهِ والشكرُ للهِ
لا يكونُ العبدُ بهَذا شَاكرًا للهِ
فمَنْ صَرَفَ المالَ فيمَا أذِنَ اللهُ فيهِ مِنْ نفَقَةِ أهْلِهِ وصِلَةِ الرَّحِمِ والصَّدَقَةِ عَلى الفقراءِ والمحتاجينَ وغيرِ ذلكَ مِنْ أعمالِ البرِّ فَهَذَا شَكَرَ اللهَ على هذهِ النعمة
الحديث الثاني
عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : (( إن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا ، وإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا ))(165) ( متفق عليه ) .
الشرح:
عن بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : (( عليكم بالصدق ، فإن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة . . . ))
قوله : عليكم بالصدق )) .. . أي : ألزموا الصدق ، والصدق : مطابقة الخير للواقع ، يعني : أن تخبر بشيء فيكون الخبر مطابقا للواقع
وأن الصادق هو الذي له العاقبة ، والكاذب هو الذي يكون عمله هباء . ولهذا يذكر أن بعض العامة قال : إن الكذب ينجي ، فقال له أخوه الصدق أنجي وأنجي . وهذا صحيح .