شرح قصيدة صحب الناس قبلنا ذا الزمانا
صَحِبَ الناسُ قَبلَنا ذا الزَمانا" ...."وَعَناهُمْ مِن شَأنِهِ ما عَنانا
وَتَوَلَّوا بِغُصَّةٍ كُلُّهُم مِنـ" ......."ـهُ وَإِن سَرَّ بَعضُهُمْ أَحيانا
رُبَّما تُحسِنُ الصَنيعَ لَياليـ" ......"ـهِ وَلَكِن تُكَدِّرُ الإِحسانا
وَكَأَنّا لَم يَرضَ فينا بِرَيبِ الد" ......"دَهرِ حَتّى أَعانَهُ مَن أَعانا
كُلَّما أَنبَتَ الزَمانُ قَناةً" ....."رَكَّبَ المَرءُ في القَناةِ سِنانا
وَمُرادُ النُفوسِ أَصغَرُ مِن أَن" ...."نَتَعادى فيهِ وَأَن نَتَفانى
غَيرَ أَنَّ الفَتى يُلاقي المَنايا" ...."كالِحاتٍ وَلا يُلاقي الهَوانا
وَلَوَ أَنَّ الحَياةَ تَبقى لِحَيٍّ" ...."لَعَدَدنا أَضَلَّنا الشُجعانا
وَإِذا لَم يَكُن مِنَ المَوتِ بُدٌّ" ...."فَمِنَ العَجزِ أَن تَكونَ جَبانا
كُلُّ ما لَم يَكُن مِنَ الصَعبِ في الأَنـ" ...."ـفُسِ سَهلٌ فيها إِذا هُوَ كانا
والان يا اصدقاء اريد منكم ان تبحثو معي شرح قصيدة صحب الناس قبلنا ذا الزمانا
شرح قصيده صحب الناس قبلنا ذا الزمانا
الشــــــرح
س : ماذا يفعل الزمان بالناس ؟ جـ - يبتليهم بالأحداث والهموم .
يوضح الشاعر فى هذه الأبيات أن الإنسان لا يستطيع أن يعيش وحيداً ، فهو محتاج للآخرين ليستفيد من تجاربهم ، وأن الزمان إذا كان قد أتعبنا فقد أتعب غيرنا ممن كانوا قبلنا ، ثم يوضح لنا أنه لا نعيم دائم ولاشقاء مستمر فتلك سُنة الحياة ، فقليلاً ما يسعد الإنسان فى بعض أيامه بالصحة أو المال أو الولد ولكن سرعان ما تعكر الحياة هذه السعادة بالمرض أو الفقر أو الموت .
س: ما سنة الحياة ؟ جـ لا نعيم دائم ولاشقاء .
س: مما يشكو الشاعر ؟ جـ- من الزمان .
الـجـمـالـيـات
1- ( صحب الناس قبلنا ذا الزمانا ) : صور الزمان بصورة إنسان يصاحبه الناس ، وهذا يدل على غدره
2- ( وعناهم فى شأنه ما عنانا ) : تعبير يوحى بكثرة متاعب الحياة .
3- ( تولوا بغصة منه) : صور ما يصيب الناس من إساءة بالغصة التى تقف فى الحلق . و ( كلهم) تفيد شمول التعب لجميع الناس .
4- بين ( غصة - وسرهم ) تضاد يوضح المعنى ويقويه وتنكير ( أحياناً ) للتقليل .
5- ( ربما تحسن الصنيع لياليه ) : صور الليالى بصورة أشخاص تقدر على العمل وكلمة (لياليه) توحى بالظلمة والهموم ، (وربما) للتقليل .
6- ( تكدر الإحسانا ) : صور الإحسان بصورة ماء يتعكر .
وبين ( تحسن - وتكدر ) تضاد يوضح المعنى ويقويه .
الـشـر طبـيـعــة فـى الإنـسـان
4- وكأنا لم يرض فينا بريب الدهر حتى أعانـه مـن أعـــانـــــا
5- كلما أنـبـت الـزمـان قـناة ركــّبَ المـــــرء فى القناةِ سنانا
الـلـغـويــات
ريب الدهر = مصائبه ، والدهر = الزمن . أعانه = ساعده . القناة = قصبة الرمح والجمع (القنا).
المرء = الرجل والجمع = الرجال . السنان = سن الرمح الذى يطعن به والجمع (الأسنة) .
الـشــــرح
س: كيف يعين الإنسان الزمان على أفعاله ؟ جـ- بالصراع على المطامع التافهة .
فى هذين البيتين يشير الشاعر إلى أن الشر طبيعة فى الإنسان ، فكلما فتح الزمان للإنسان طريقاً للخير والتقدم ، إذا بالإنسان يسىء استغلاله ويحوله أداة للشر والدمار ، فعندما عرف الإنسان الحديد ، صنع منه أدوات الدمار وكذلك الذرة التى جعلها أسلحة رهيبة تفتك بالبشرية ، فالإنسان يحول الخير إلى الشر فإذا رأى قصبة تصلح عمادا للخيمة أو سقفا للبيت جعلها آلة حرب وقتل .
الـجـمـالـيـات
1- ( ريب الدهر ): تعبير يدل على غدر الزمان .
2- ( أعانه من أعانا ) : صور الدهر إنسانا محتاجاً للمعونة .
3- ( كلما أنبت الزمان قناة ) : صور الزمان زرعا ينبت .
4- ( ركب المرء فى القناة سنانا ) : تعبير يدل على سوء الاستخدام وتحويل الخير إلى شر .
5- كلمة ( سنان ) : توحى بالعداوة والشر . والجمع بين( القناة والسنان ) يوحى بسهولة الحصول على السلاح وإعداده .
6- ( ذا الزمانا ) : إشارة إلى أن الزمان واحد فى طبيعته لا يتغير .
9 ( الكريم يضحى بنفسه ولا يخضع للذل والهوان )
6- ومراد النفوس أصغر مـــــن أن نـتـعـادى فـيـه وأن نتفـــانـى
7- غير أن الفتى يلاقى المنـايــــا كـالحـــاتٍ ولا يلاقى الهوانـــا
8- ولو أن الحيـاة تبقـــى لحــى لعـددنـا أضـلـنـا الشـجـعانـا
9- وإذا لم يكـن مــن الـمـوت بد فمن العجز أن تكـــون جبانــــا