هل غادر الشعراء من متردم
هل غادر الشعراء من متردم، تُعد هذه القصيدة واحدة من أشهر القصائد التي قام بكتابتها الشاعر الجاهلي عنترة بن شداد، ويعتبر عنترة بن شداد من الشعراء فصحاء اللسان، بيِّن المعاني نبيلها، معلقته هي الشعر الثابت له بلا اختلاف. أما غيرها فمنها ما هو ثابت له، ومنها ما هو مختلف فيه، ومنها ما ليس له قطعًا. كأكثر ما في ديوانه المشهور، وسبب نظمها ما حكوا من أنه جلس يومًا في مجلس بعدما كان قد أبلى وحسنت وقائعه واعترف به أبوه وأعتقه فسابَّه رجل من بني عبس، وعاب عليه سوادَ أمه وإخوته وأنه لا يقول الشعر، هل غادر الشعراء من متردم.
هل غادر الشعراء من متردمأشعار عنترة كانت توضح اغلبها الحب الذي كان يعيشه فكانت تتميز بالرقة، التي تناقلت القبائل العديد من الأخبار عن قصة الحب الطويلة التي نشأت بينهما، ام عنترة بن شداد بتنظيم هذه القصيدة بعد أن سبه رجل هو وأخوه وأمه وعايره بسواد بشرته وأنه غير بارع في إلقاء الشعر، فقام بإنشاء قصيدته على نفس نهج قصائده فقد بدأ بوصف الفراق ثم ذكر محبوبته عبلة، ثم استرسل في وصف شجاعته وفروسيته وقدرته على هزيمة أعدائه.
هل غادر الشعراء من متردم
هل غادر الشعراء من متردم
أم هل عرفت الدار بعد توهم
يا دار عبلة بالجواء تكلمي
وعمي صباحاً دار عبلة وإسلمي
فوقفت فيها ناقتي وكأنها
فدن لأقضي حاجة المتلوم
وتحل عبلة بالجواء وأهلنا
بالحزن فالصمان فالمتثلم
حييت من طلل تقادم عهده
أقوى وأقفر بعد أم الهيثم
حلت بأرض الزائرين فأصبحت
عسراً على طلابك ابنة مخرم
عُلقتها عرضاً وأقتل قومها
زعماً لعمر أبيك ليس بمزعم
ولقد نزلت فلا تظني غيره
مني بمنزلة المحب المكرم
كيف المزار وقد تربع أهلها
بعنيزتين وأهلنا بالغيلم
إن كنت أزمعت الفراق فإنما
زمت ركابكم بليل مظلم
ما راعني إلا حمولة أهلها
وسط الديار تسف حب الخمخم
فيها اثنتان وأربعون حلوبة
سوداً كخافية الغراب الأسخم
إذ تستبيك بذي غروب واضح
عذب مقبله لذيذ المطعم
وكأن فارة تاجر بقسيمة
سبقت عوارضها إليك من الفم
أو روضة أنفاً تضمن نبتها
غيث قليل الدمن ليس بمعلم
جادت عليه كل بكر حرة
فتركن كل قرارة كالدرهم
سحاً وتسكاباً فكل عشية
يجري عليها الماء لم يتصرم
وخلا الذباب بها فليس ببارح
غرداً كفعل الشارب المترنم
هزجاً يحك ذراعه بذراعه
قدح المكب على الزناد الأجذم
تمسي وتصبح فوق ظهر حشية
وأبيت فوق سراة أدهم ملجم
وحشيتي سرج على عبل الشوى
نهد مراكله نبيل المحزم
هل تبلغني دارها شدنية
لعنت بمحروم الشراب مصرم
خطارة غب السرى زيافة
تطس الإكام بوخذ خف ميثم
وكأنما تطس الإكام عشية
بقريب بين المنسمين مصلم
تأوى له قلص النعام كما أوت
حِزق يمانية لأعجم طِمطِمِ
يتبعن قُلة رأسه وكأنه
حِدق على نعشٍ لهن مُخيمِ
صعلٍ يعود بذي العُشيرة بيضه
كالعبد ذي الفرو الطويل الأصلم
شربت بماء الدحرضين فأصبحت
زوراء تنفر عن حياض الديلم
وكأنما تنأى بجانب دفها
وحشى من هزج العشي مؤوم
هرٍ جنيب كلما عطفت له
غضبي اتقاها باليدين والفم
2- الجزء الثاني من المعلقةبركت على جنب الرداع كأنما
بركت على قصب أجش مهضم
وكأن ربا أو كحيلاً معقداً
حش الوقود به جوانب قمقم
ينباع من ذفري غضوب جسرة
زيافة مثل الفنيق المكدم
إن تغدفي دوني القناع فإنني
طب بأخذ الفارس المستلئم
أثنى علي بما علمت فإنني
سمح مخالقتي إذا لم أُظلم
هل غادر الشعراء من متردم